الأحد، 18 يناير 2009

فيدرر يأمل في موسم جديد أفضل

ستدق ساعة الحقيقة بالنسبة إلى النجم السويسري روجيه فيدرر مع انطلاق بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب، أولى البطولات الأربع الكبرى، غداً الاثنين بعد موسم غير ناجح أو بمعنى اصح "سيء أو حتى كارثي" بكل المقاييس.
فعلى صعيد الانجازات، لم يستطع فيدرر الذي سيطر على رياضة الكرة الصفراء ما يزيد على 4 سنوات ألقاباً وتصنيفاً، الاحتفاظ بصدارة الترتيب العالمي وفقدها لمصلحة الطوربيد الإسباني "النهم" رافاييل نادال بعد أن فشل في إحراز أكثر من أربعة ألقاب على مدى عام كامل منها لقب كبير واحد بعد أن تعود احتكار ثلاثة من أربعة في السنوات الماضية بدءاً من أستراليا المفتوحة (2004 و2006 و2007) مرورا بويمبلدون الانكليزية (2003 و2004 و2005 و2006 و2007) وانتهاء بفلاشينغ ميدوز الأميركية آخر البطولات الأربع الكبرى (2004 و2005 و2006 و2007 و2008).
وأخذت هيبة فيدرر "الذي كان لا يقهر" بالتناقص تدريجياً بعد أن بات عرضة للهزيمة أمام المصنفين وغير المصنفين في الدورات والبطولات التي شارك فيها الموسم الماضي، مثل الكرواتي إيفو كارلوفيتش والتشيكي راديك ستيبانيك والأميركي ماردي فيش الذين لم يحسب لهم يوماً أي حساب.
وفي مقارنة بسيطة، يظهر بوضوح تراجع فيدرر في الموسم الماضي حيث حقق 66 فوزاً ولحقت به 15 هزيمة مقابل 74 فوزاً وست هزائم عام 2004، و81 فوزا وأربع هزائم عام 2005، و92 انتصاراً وخمس هزائم عام 2006، و88 فوزا وتسع هزائم عام 2007، وكانت هزائمه حينها في معظمها أمام مصنفين من الصف الأول.
ولم يستطع فيدرر بالتالي دخول التاريخ من بابه العريض بفشله للمرة الثالثة على التوالي في احراز بطولة رولان غاروس الفرنسية ثاني بطولات الغران شيليم الكبرى، التي تخلو منها خزائنه، وذلك بوجود نادال، ملك الملعب الترابية، الذي حجز اللقب لنفسه في السنوات الاربع الماضية.
وبات يتعين على فيدرر (27 عاماً)، صاحب 13 لقباً كبيراً، أن يثبت منذ بداية الموسم الحالي وتحديداً من بطولة أستراليا المفتوحة، أنه لا يزال أحد عمالقة اللعبة من خلال استرجاع اللقب المفقود الذي كان من نصيب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، والتي تشير التوقعات إلى عدم قدرته على الاحتفاظ باللقب بعد تراجع مستواه ما قد يساعد فيدرر على استعادته، خصوصاً أن نادال الذي تعرض للإصابة مؤخراً، لم يتعاف تماماً منها ولا تساعده الأرضية الصلبة على تحقيق ألقاب من هذا النوع رغم تطور أدائه على جميع الأنواع من الملاعب.
وإذا كانت إصابة فيدرر بفيروس داء وحيدات النواة أواخر عام 2007 تشكل أسباباً مخففة لتبرير تراجع مستواه في 2008، فلم يعد لديه حالياً من عذر بعد أن اعترف بنفسه أنه تعافى من هذا الداء حين قال "لا يجب نسيان ما حدث، إنني فخور بالطريقة التي حاربت بها هذا المرض وتخلصت منه، لقد عملت بجد لاستعادة لياقتي البدنية وبذلت جهوداً جبارة أكبر بكثير من السنوات الماضية وترافق ذلك مع الاستمرار بتقديم مستوى طيب".
ويبدي فيدرر إصراراً منقطع النظير على مواصلة النجاح وحصد الألقاب من خلاله تأكيده: "ليست لدي الرغبة لحصد الألقاب الكبيرة هذا الموسم وحسب وإنما في المواسم التالية أيضاً، هذا الأمر قد يكون صعب التحقيق، لكن هذه هي إرادتي دائماً، أنا ألعب الآن بشكل جيد وحالتي الصحية جيدة، وهذا الموسم سيكون مهماً جداً".
ويملك فيدرر الحافز الكبير لبلوغ أهدافه لاسيما أنه يريد أن يصبح أحد أساطير اللعبة من خلال معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب الكبيرة (14 لقباً) المسجل باسم الأميركي بيت سامبراس، فضلا عن استعادة المركز الأول العالمي وإسكات المشككين بقدراته ودب القلق واليأس في عقول وقلوب متحديه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق